أسباب آلام العضلات المستمر

الكثير منا قد عانى من ألم عضلي في مرحلةٍ ما من حياته، وقد يكون هذا الألم مؤقتًا أو قد يستمر لفترةٍ طويلة (مزمن)، حيثُ تتعدد أسباب حدوث هذا العَرض، وسنتناول في هذا المقال أهم الأسباب التي تؤدي إلى الألم العضلي المزمن.^[١]

الفيبروميالجيا

الفيبروميالجيا أو ما يُعرف بالألم العضلي الليفي (Fibromyalgia)، هو ألم ينتشر بأكثر من جزء في الجسم وغالبًا ما يكون الألم مستمرًا، وقد يُصاحبه مشاكل في النوم وتغييرات في المزاج، وتجدر الإشارة إلى أنّه لم يتم إلى الآن معرفة السبب الرئيسي لهذا المرض، ولكن وجد بأنّه يظهر عادةً بعد التعرّض لنوع معين من العدوى أو لإصابة معينة وغيرها.^[٢]

وهو من أكثر الأسباب شيوعًا لألم العضلات المستمر ويُصيب النساء بشكلٍ أكبر من الرجال، وليس بالضرورة أنّ يعاني المصاب من الألم بشكل يوميّ فقد يلاحظ البعض أن الألم يخف لفترة أيام أو أشهر ثم يزداد سوءًا، ويُعتقد أنّ ذلك مرتبطٌ بالحالة الصحية والظروف المحيطة بالمصاب، ويُمكن تخفيف الأعراض من خلال ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء والبعد عن مسببات القلق والتوتر.^[٢]

متلازمة ألم اللفافة العضلية (Myofascial pain syndrome)

يُعاني المُصابون بهذه المتلازمة من ألم عضلي موضعي يُمكن الشعور به من خلال الضغط على منطقة مُحددة من العضلات، كما قد يشعر بعض المصابين بألم في العضلات المجاورة،^[٣] ويمكن أن يكون الألم شديدًا وغير محتمل ويستمر لفترة طويلة من الزمن، وقد يُصاحبه مشاكل صحية أخرى كالصداع، ومشاكل النوم، والاكتئاب، وغيرها.^[٤]

ولا يزال السبب الرئيسي وراء الإصابة بألم اللفافة العضلية غير معروف إلى الآن، ولكن يُمكن أن يحدث بسبب بعض العوامل مثل إصابة العضلات، أو ضعف العضلات، أو الإجهاد العاطفي كالتوتر وغيره، وتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الأحيان قد يتحول ألم اللفافة العضلية إلى فيبروماليجيا.^[٤]

الإفراط أو قلة استخدام العضلات

يُمكن أن يؤدي الإفراط باستخدام العضلات أو حتى قلة استخدامها إلى زيادة حساسية الجهاز العصبي للشعور بالألم، وغالبًا ما يؤثر ذلك على القدرة على ممارسة الأنشطة الروتينية وذلك لتجنّب الشعور بالألم.^[٥]

التعرّض لإصابات

قد يؤدي التعرّض لبعض الإصابات إلى حدوث تمزّقات جزئية أو كاملة في العضلات، بحيثُ يُعاني المُصاب من ألم شديد في العضلة المُصابة كما قد يمتد الألم أيضًا إلى العضلات المُحيطة بها، ففي هذه الحالات يحاول الجسم تعويض الجزء المصاب منه، والذي قد لا يعمل بالطريقة التي يجب أن يعمل بها، وبالتالي يزداد الضغط على العضلات والعظام المحيطة مما يؤدي إلى تشنجات عضلية وألم.^[٦]

أسباب أخرى

تشمل الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى ألم العضلات المزمن ما يأتي:

• التصلب المتعدد (Multiple sclerosis):

حيثُ تُعد آلام العضلات وتيبسها بالإضافة إلى تشنج العضلات اللاإرادية من الأعراض الشائعة لمرض التصلب المتعدد.^[٧]

• الاكتئاب:

قد يُعاني الأشخاص المُصابون بالاكتئاب من ألم عضلي دون وجود سبب واضح.^[٧]

• بعض أنواع العدوى:

مثل الأنفلونزا ومرض لايم والملاريا، حيثُ يُمكن أن تؤثر هذه الحالات على العضلات.^[٨]

• خلل في مستويات بعض العناصر في الجسم:

إذا لم تكن مستويات البوتاسيوم والكالسيوم متوازنة في الجسم فيُمكن أن يؤثر ذلك على العضلات.^[٨]

• آثار جانبية لتناول بعض الأدوية:

يُمكن لبعض الأدوية التي يتم استخدامها أن تسبب ألمًا عضليًّا كأحد الآثار الجانبية لها،^[٨] ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يأتي:

• مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitor)، وهي أحد أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.^[٩]
• علاجات السرطان بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.^[٩]
• الستاتين (Statins)، والتي تُستخدم لخفض مستوى الكوليسترول.^[٩]
• البنزوديازيبينات (Benzodiazepines).^[١٠]
• المضادات الحيوية.^[١٠]
• القشرانيات السكرية (Glucocorticoids).^[١٠]
• الغلوبيولين المناعي (Immunological drugs).^[١٠]
• مسكنات الألم القوية.^[١٠]
• التهاب المفاصل الروماتويدي:

لا يقتصر تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي على مفاصل الجسم بل يُمكن أن يُسبب أيضًا ضعفًا وألمًا وتصلّبًا في العضلات كما قد يؤدي إلى انخفاض قوة العضلات بنسبة تتراوح ما بين 25% إلى 70%.^[١١]

• بعض المشاكل الصحية الأخرى غير الشائعة:

ومنها: انحلال العضلات المخططة الهيكلية (Rhabdomyolysis)، ومرض الذئبة.^[٨]