ما هو مرض باجيت الذي يصيب العظام؟

مرض باجيت (Paget disease) الذي يصيب العظام ثاني أكثر أمراض العظام المرتبطة بعمليات الأيض في الجسم شيوعاً، بعد مرض هشاشة العظام.^[١]

فما هو مرض باجيت؟ وما هي الأعراض المصاحبة للإصابة بهذا المرض؟ وهل هناك علاج شافي له؟

ما هو مرض باجيت؟

مرض باجي الذي يصيب العظام ثاني أكثر أمراض العظام المرتبطة بعمليات الأيض في الجسم شيوعاً، بعد مرض هشاشة العظام، ففي الحالة الطبيعية يقوم الجسم بتحليل العظام القديمة ويجدّدها مع مرور الوقت، أما في حالة الإصابة بمرض باجيت فإنه يتم تسريع تلك العملية التي تشتمل على إعادة نمو العظام الجديدة؛ مما يؤدي إلى حدوث نمو متسارع في العظام، ينتج عنه نمو غير طبيعي مما يؤدي إلى تكوين تشوهات وعظام ضعيفة معرضة للكسر.^[١]

لماذا سمي مرض باجيت بهذا الاسم؟

سُمي مرض باجيت بهذا الاسم نسبة إلى الجراح الإنجليزي جيمس باجيت، الذي قام بوصف هذه الحالة في عام 1877 ميلادي، كما اكتشف الجراح باجيت الدودة التي تسبب داء الشعرينات (trichinosis)، وقام بوصف ما يسمى بمرض باجيت في الثدي (Paget's disease of the breast)، ويعد باجيت أحد مؤسسي علم الأمراض إلى جانب العالم الألماني رودولف فيرشو.^[٢]

أعراض الإصابة بمرض باجيت

هناك العديد من الأشخاص الذين لا يعلمون بإصابتهم بمرض باجيت؛ لعدم وجود أعراض ظاهرة عليهم. كما يمكن أن يعرف بعض الأشخاص بإصابتهم بهذا المرض بعد تعرضهم لحدوث كسر في إحدى العظام الضعيفة،^[٣] وتشمل المناطق الأكثر عرضة للإصابة بمرض باجيت على: الحوض والعمود الفقري والجمجمة، ويمكن أن تشمل الأعراض المرتبطة بالإصابة بمرض باجيت على ما يلي:^[٤]

• الشعور بآلام مستمرة في العظام.
• الشعور بآلام في مفاصل الجسم، وحدوث تيبس وتورم في المفاصل.
• الشعور بألم حاد ينتقل على طول الجسم، والشعور بالخدران والتنميل، أويمكن أن تصل إلى فقدان الحركة في إحدى أجزاء الجسم.

^[٥]

أسباب مرض باجيت

إن سبب الإصابة بمرض باجيت غير معروف؛ حيث يشتبه العلماء في أن وجود مجموعة من العوامل البيئية والوراثية قد يساهم في ظهور المرض، كما تبين أن هناك العديد من الجينات المرتبطة بالإصابة بهذا المرض. ويعتقد بعض العلماء بأن الإصابة بمرض باجيت قد تكون مرتبطة بالإصابة بعدوى فيروسية في خلايا العظم، ولكن تعتبر هذه النظرية مثيرة للجدل.^[٦]

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض باجيت، ويمكن تلخيصها فيما يلي:^[٧]

• العوامل الوراثية: حيث يميل مرض باجيت إلى الانتشار في أفراد العائلات المصابة؛ فقد تصل احتمالية إصابة أحد أقارب المريض بنفس المرض إلى ما يقارب 25 -40 %
• التقدم في العمر: حيث يعتبر مرض باجيت أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر، ونادرًا ما يصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا
• الأصول والأسلاف: حيث يعتبر مرض باجيت أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق جغرافية معينة مثل الولايات المتحدة وإنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا وأوروبا الغربية، بينما لا يعتبر شائعاً في الدول الاسكندنافية أو الصين أو اليابان أو الهند.
• العوامل البيئية: حيث تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض لبعض العوامل البيئية المحددة يمكن أن يساهم في تطور مرض باجيت لدى الأشخاص، ولكن لم يتم إثبات ذلك بشكل قاطع.

تشخيص مرض باجيت

غالبًا ما يتسبب الإصابة بمرض باجيت وجود حالة من التهاب في مفاصل الجسم، ويمكن تشخيصه عادةً برؤية مظهر العظام بالتصوير بالأشعة السينية (Xray)، كما يتم طلب فحوصات الدم واختبارات البول، كما يطلب الأطباء فحص عظمي غير جراحي لعظام الجسم؛ لتحديد مدى انتشار وتأثر عظام الجسم بهذا المرض، ةيمكن أن يلجأ الطبيب إلى أخذ خزعة من العظم؛ ليتم فحصها تحت المجهر في حالة الاشتباه بوجود إصابة بالسرطان.^[٨]

علاج مرض باجيت

لا يوجد علاج شافٍ في الوقت الحالي لعلاج مرض باجيت، ولكن يمكن أن تساعد العلاجات المستخدمة على تخفيف الأعراض المصاحبة للمرض، وإذا لم يكن لدى المريض أية أعراض، فقد يقترح الطبيب المختص مراقبة الحالة المرضية وتأخير البدء بالعلاج إلى أن تحدث مشكلة أو تتفاقم الأعراض، وتشمل العلاجات الرئيسية المستخدمة في علاج مرض باجيت على ما يلي:^[٤]

• دواء البيسفوسفونيت: حيث تساعد هذه الأدوية على التحكم في عملية تجديد العظام في الجسم.
• مسكنات الألم: عادة ما يتم استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين.
• العلاج الطبيعي: والعلاج المهني، واستخدام الأجهزة والمستلزمات الطبية مثل عصى المشي أو حشوات الأحذية.
• الجراحة: قد يكون هذه ضروريًا في حالات حدوث المزيد من المشاكل مثل حدوث الكسور أو تشوهات أو تلف شديد في المفاصل.
• الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د: وقد يحتاج بعض المرضى إلى تناول المكملات الغذائية من أجل تحقيق ذلك.

ماذا يمكن أن يفعل المريض المصاب بمرض باجيت في المنزل؟

هناك العديد من الممارسات التي يمكن أن يقوم بها المريض التي من شأنها أن تساعد المريض في التعايش مع هذا المرض، ومن الأمثلة عليها ما يلي: ^[٩]

• تعلم الطرق مناسبة للتحكم في الألم: حيث يمكن أن يحتفظ المريض بمفكرة يومية عن الألم الذي يصاحب هذا المرض؛ لمعرفة الأمور التي تساهم في جعل الألم أفضل أو أسوأ.
• الحذر من السقوط: مثلاً يمكن الحفاظ على ممرات المنزل خالية من الفوضى والأسلاك الكهربائية، أو وضع قضبان للإمساك في داخل الحمام يمكن أن يساعد في تجنب السقوط للشخص المصاب بمرض باجيت
• ممارسة التمارين الرياضية التي تقوم على حمل الأثقال من أجل الحفاظ على قوة العظام: ويمكن اللجوء إلى المشي أو الرقص أو رفع الأثقال، ولكن يجب الحرص على عدم الضغط على العظام المصابة. لذا تجب استشارة الطبيب المختص أو أخصائي العلاج الطبيعي بشأن التمارين الرياضية المناسبة للمريض
• اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا يحتوي على الكثير من الكالسيوم وفيتامين د: إذ يحتاج المريض كلاهما من أجل بناء عظام قوية.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بمرض باجيت؟

الجواب لا، لا يمكن الوقاية من الإصابة بمرض باجيت بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين به، ولكن يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية على الحفاظ على صحة الهيكل العظمي، وتجنب زيادة الوزن مما يعمل على تخفيف الضغط الحاصل على المفاصل والعظام، والحفاظ على حركة المفاصل.^[٣]

الجواب لا، لا يمكن الوقاية من الإصابة بمرض باجيت بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين به، ولكن يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية على الحفاظ على صحة الهيكل العظمي، وتجنب زيادة الوزن مما يعمل على تخفيف الضغط الحاصل على المفاصل والعظام، والحفاظ على حركة المفاصل.