الالتهاب الفطري في عظام القدم
تتعرّض العِظام كغيرها من أجزاء الجِسم للعدوى والالتهاب، إذ هُناك حالات تُسمّى بالتهاب العظم والنّقي (Osteomyelitis)، وهذه الحالات تُصيب العِظام نتيجةً للعدوى، وتُسبّب عادةً ألمًا في العظام الطويلة في الساقين،[١] وفي الواقع إنّ الالتهاب الذي ينتُج بسبب العدوى الفِطريّة هو التهاب نادر الحُدوث، كما هو الحال بالتهاب العظم والنقي الفطري والتهاب المفاصل الإنتاني الفطري (Fungal Septic Arthritis)،[٢] وفي حال تُركت هذه الحالات دون علاج فإنها يمكن أن تصبح مزمنة، وتُؤثّر في طبيعة تدفق الدم إلى العظام المصابة، وقد يؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى موت أنسجة العظام.[٣]
أعراض الالتهاب الفطري في عظام القدم
يمكن أن تشمل أعراض الالتهاب الفطري في عظام القدم ما يلي:[٣]
- الشّعور بألم في المنطقة المصابة.
- انتفاخ واحمرار وسخونة في المنطقة المصابة.
- الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة.
- الانزعاج العام أو عدم الراحة.
- تصريف القيح عبر الجلد، وهو سائل أصفر سميك القوام.
- التعرق المفرط والقشعريرة.
- انتفاخ في الكاحلين والقدمين والساقين.
- تأثُّر حركة المفصل.
- تغيرات في طريقة المشي؛ بحيث يعاني المصاب من ألم أثناء المشي ينتج عنه العرج.
في بعض الحالات قد يُصاحِب هذه الأعراض غثيانًا، وهذا الغثيان قد يكون ناتِج عن الإصابة بالعدوى.
أسباب الالتهاب الفطري في عظام القدم
يمكن أن يحدث التهاب العظم والنقي الناتِج عن العدوى الفِطريّة بالقدم بسبب تطوُّر عدوى فطرية داخل العَظم، أو يُمكن أن تصل العدوى الفِطريّة إلى العظم من جزء آخر من الجسم، وعندما تتطور العدوى داخل العظام سيحاول الجهاز المناعي القضاء عليها؛ بحيث تنتقل خلايا العَدلات (بالإنجليزية: Neutrophils) وهي نوع من خلايا الدم البيضاء إلى موضع العدوى لقتل الفطريات، أما إذا استمرت العدوى ولم يتم علاجها فسوف تتراكم العَدلات الميتة داخل العظم وتشكل خراجًا مليئًا بالقيح، ويتسبب الخراج في منع وصول إمدادات الدم اللازمة للعظم المصاب، وفي حالات التهاب العظم والنقي المزمن قد تموت أنسجة العظم في النهاية.[٤]
وعلى الرّغم من أنّ العظام مقاومة للعدوى، إلّا أنّه يمكن أن تدخل العدوى إلى العظام في ظروفٍ معينة،[٤] وقد تؤدي بعض الحالات والسلوكيات التي تضعف جهاز المناعة إلى زيادة خطر إصابة الشخص بالتهاب العظم والنقي، وتشمل ما يلي:[٥]
- مرض السكري؛ إذ تنجم معظم حالات التهاب العظم والنقي عن الإصابة بهذا المرض.
- مرض فقر الدم المنجلي (Sickle Cell Disease).
- فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز.
- التهاب المفصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis).
- تعاطي المخدرات وإدمان الكحول.
- استخدام أدوية الستيرويدات (Steroids) على المدى الطويل.
- غسيل الكلى (Hemodialysis).
- التعرض لإصابة حديثة.
- جراحة العظام.
- الإصابة بحالات قد تُؤدّي لقلة إمداد الدم لأنسجة الجِسم.
تشخيص الالتهاب الفطري في عظام القدم
لتشخيص الالتهاب الفطري في عظام القدم يبدأ الطّبيب بأخذ التاريخ الطبي للشّخص المُصاب، وثمّ يتحقق من علامات وأعراض الالتهاب الفطري،[٦] وإضافةً لذلك يطلُب إجراء الفُحوصات الآتية ليُشخّص المُشكلة بدقّة:
- اختبارات الدم: تساعد هذه الاختبارات على البحث عن خلايا الدم البيضاء، بالإضافة إلى علامات الالتهاب الأُخرى التي عادةً ما تكون مرتفعة أثناء الإصابة.[٦]
- اختبارات التصوير: تشمل هذه الاختبارات:[٧]
- التصوير بالأشعة السينية (X-rays Imaging).
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- تصوير العِظام، وهي صور للعظام تُجرى بعد حقن مادة تسمى التكنيشيوم المشع (Radioactive Technetium)، وتظهر المنطقة المصابة دائمًا بشكل غير طبيعي في هذا الفحص.
- اختبارات إضافية: تشمل شفط العظام (Bone Aspirations)، والخزعات (Biopsy)، ويعد كلاهما اختبارًا مفيدًا في تشخيص التهاب العظم والنقي، وتحديد العلاج الأنسب له.[٦]
في بعض الحالات قد يُجرى فحص زراعة دم (Blood Culture)، إلى جانِب الفُحوصات الأُخرى.
علاج الالتهاب الفطري في عظام القدم
تظهر العدوى في حالات التهاب العظم والنقي الحاد في غضون أسبوعين من الإصابة أو العدوى الأولية، وعادةً ما يكون علاج الالتهاب باستخدام الأدوية المضادة للفطريات خيارًا فعّالًا، وبالنسبة للبالغين عادةً ما تؤخذ هذه الأدوية لمدة تتراوح بين 4 - 6 أسابيع عن طريق الوريد أو الفم في بعض الأحيان، ويحتاج بعض المصابين إلى العلاج في المستشفى، بينما قد يتلقى البعض الآخر الحقن في العيادة أو المنزل إذا كان بإمكانهم حقن أنفسهم، وفي بعض الحالات قد يوصى بالعلاج بالأكسجين عالي الضغط (Hyperbaric Oxygen Therapy) واختصارًا "HBOT"،[٤] وإذا تم الكشف عن العدوى في مرحلة مبكرة فعادةً لا تكون الجراحة إجراءً ضروريًا،[٧] أما في حالات التهاب العظم والنقي المزمن يعد التدخل الجراحي الذي يتبعه العلاج المضاد للفطريات الخيار العلاجي الأنسب.[٨]
المراجع
- ↑ "Osteomyelitis", nhs, 26/10/2020, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ↑ Jason T Bariteau, Gregory R Waryasz, Matthew McDonnell, Staci A Fischer, Roman A Hayda, Christopher T Born (1/6/2014), "Fungal osteomyelitis and septic arthritis", The Journal of the American Academy of Orthopedic Surgeons , Issue 22, Folder 6, Page 390-401. Edited.
- ^ أ ب "Osteomyelitis", clevelandclinic, 28/11/2017, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Yvette Brazier (4/1/2018)، "What is osteomyelitis?"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 20/8/2021. Edited.
- ↑ Joanne Barker (21/7/2021), "Osteomyelitis", webmd, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Osteomyelitis", hopkinsmedicine, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ^ أ ب Steven Schmitt (1/10/2020), "Osteomyelitis", msdmanuals, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ↑ "Fungal osteomyelitis of maxillofacial bones: Rare presentation", Journal of Oral and Maxillofacial Pathology, 1/9/2016, Issue 3, Folder 20, Page 546. Edited.