هشاشة العظام حالة مرضية مُزمنة طويلة الأمد، تكون فيها العظام أكثر عُرضة للكسر إذا تعرّضت للإصابات الطفيفة، وُفي الواقع، هُناك الكثير من الأشخاص الذين لا يعلمون بأنّهم مُصابون بهشاشة العظام، وعادةً ما يكتشفونها عندما يتعرّضون لكسرٍ في العظام ويُطلِعهم الطّبيب على ذلك.[١]

أسباب هشاشة العظام

تحدث هشاشة العظام عند فقد الكثير من كتلة العظام، وعند حُدوث تغيّراتٍ في بنية أنسجة العظام، ويمكن أن تؤدي بعض عوامل الخطر إلى الإصابة بهشاشة العظام، أو أن تزيد من احتمالية الإصابة بها، إلا أنه يمكن ألّا يكون لدى بعض الأشخاص الذين أُصيبوا بهشاشة العظام أي عوامل خطر محددة، وهنالك بعض عوامل الخطر التي لا يمكن تغييرها أو الحدّ منها، بينما هنالك عوامل أخرى يمكن تغييرها، ومع ذلك من خلال فهم هذه العوامل قد يكون الشخص قادرًا على منع المرض والكسور، وفيما يلي توضيحًا لأهم العوامل التي من المُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام:[٢]


حجم الجسم أو مدى ضخامته

فالنساء والرجال النحيفين أصحاب العظام النحيلة معرضون بشكل أكبر للإصابة بهشاشة العظام من غيرهم.[٢]


العمر

تبلغ كثافة العظام ذروتها عندما يكون الشخص في أواخر الـ 20 من العمر، ثم تبدأ في الضعف عندما يبلغ حوالي 35 عامًا من عمره، ومع التقدم في العمر تُصبح العِظام أكثر عُرضةً للهشاشة.[٣]


الجنس

فالنساء أكثر عُرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال.[٤]


التّاريخ العائلي

يلعب تاريخ العائلة المرضي أيضًا دورًا في خطر الإصابة بهشاشة العظام، فإذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى قد عانى من أي علامات لهشاشة العظام، مثل سُهولة الإصابة بالكُسور بعد السقوط الطفيف، فقد تزداد فُرَص الإصابة بالمرض.[٥]


انخفاض مستوى هرمون الإستروجين في الجسم

يُعد انخفاض مستوى هرمون الإستروجين (Estrogen) السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بهشاشة العظام؛ إذ يلعب هذا الهرمون دورًا مهمًا في المساعدة على بناء العظام والمحافظة عليها، ومن أكثر الأسباب شيوعًا لتراجُع مُستويات هرمون الإستروجين عند النساء هو انقطاع الطمث (Menopause).[٦]


انخفاض استهلاك مصادر الكالسيوم

يلعب نقص الكالسيوم مدى الحياة دورًا في الإصابة بهشاشة العظام؛ إذ يساهم انخفاض استهلاك مصادر الكالسيوم في تقليل كثافة العظام، وزيادة خطر الإصابة بالكسور.[٤]


عدم ممارسة التّمارين الرّياضيّة

تُحفز التمارين الرياضية نمو العظام، وبالتالي فإن عدم ممارستها سيزيد من خطر فقدان الكالسيوم من العظام، وبالتالي الإصابة بهشاشة العظام.[٧]


الإفراط في التدخين

يُعد التدخين أمرًا سيئًا لصحة العظام بشكل مباشر؛ إذ يؤدي في النساء إلى انخفاض مستوى هرمون الإستروجين والتسبب في انقطاع الطمث المبكر، بينما يُقلل لدى الرجال من نشاط هرمون التستوستيرون، مما يمكن أن يؤدي إلى إضعاف العظام.[٧]


الإفراط في شرب الكحول

يُقلل الإفراط في شرب الكحول من قدرة الجسم على تكوين العظام، كما أنه يزيد من خطر كسر العظام نتيجة السقوط.[٧]


الإصابة بحالات طبية مختلفة

يمكن أن تؤدي بعض الحالات والمشاكل الطبية إلى الإصابة بهشاشة العظام، وفيما يلي بعضها:

  • الأمراض المعوية بما في ذلك مرض الاضطرابات الهضمية والمعروف بمرض السيلياك (Celiac Disease)، ومرض التهاب الأمعاء (Inflammatory Bowel Disease)؛ إذ يمكن أن تتداخل هذه الحالات مع امتصاص الكالسيوم وفيتامين د الطبيعي.[٨]
  • مرض الكلى (Kidney Disease).[٨]
  • مشاكل الغدة الدرقية (Thyroid Gland)، وجارات الدرقية (بالإنجليزية: Parathyroid Gland).[٨]
  • السرطان.[٤]
  • الذئبة (Lupus).[٤]
  • الورم النقوي المتعدِّد (Multiple Myeloma).[٤]
  • التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis).[٤]
  • اضطرابات الأكل.[٤]
  • جراحة الجهاز الهضمي.[٤]
  • متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing's Syndrome).[١]


تأثيرات بعض الأدوية

يمكن أن يُسبب تناول بعض الأدوية هشاشة العظام، علمًا أنه لا يتطلب الوقاية من المرض تجنّب تناول هذه الأدوية، فالكثير منها ضروري لحالات معينة، ولكن يحتاج الأمر إلى توخي المزيد من الحذر لمنع فقدان العظام أثناء تناولها،[٨] وفيما يلي بعض الأدوية التي قد تساهم في فقدان العظام:

  • أدوية الكورتيزون.[٨]
  • الأدوية المضادة للنوبات.[٨]
  • مثبطات الأروماتاز (Aromatase Inhibitors)، تستخدم هذه الأدوية لعلاج سرطان الثدي.[٨]
  • مثبطات مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitors - PPIs).[٨]
  • الكومادين (Coumadin)، يُستخدم لتمييع الدم.[٨]
  • العلاج ببدائل هرمون الغدة الدرقية، والذي يمكن أن يكون عامل خطر عند استخدامه لفترة طويلة.[١]
  • الأدوية المضادة للاكتئاب، خاصةً الأدوية التي تنتمي إلى مجموعة "SSRI".[١]
  • الأدوية المضادة للذهان (Antipsychotic Medications)، وهي الأدوية المستخدمة في الأمراض العقلية مثل الفُصام (بالإنجليزية: Schizophrenia).[١]
  • ثيازوليدينديون (Thiazolidinediones)، وهي الأدوية التي تُستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، إلا أنها تُقلل من تكوين وبناء العظام.[٣]
  • بعض الأدوية المثبطة للمناعة، بما في ذلك السيكلوسبورين (Cyclosporine).[٣]
  • بعض أدوية العلاج الكيميائي بما في ذلك ليتروزول (Letrozole) المستخدم لعلاج سرطان الثدي، وليوبوريلين (Leuprorelin) المستخدم لعلاج سرطان البروستاتا وحالات طبية أخرى.[٣]


المشروبات الغازية

قد يسبب استهلاك المشروبات الغازية بكثرة هشاشة العظام، لأنها غنية بحمض الفسفوريك الذي يؤثر في امتصاص الكالسيوم، والكافيين الذي يقلل نسبة الكالسيوم المخزّنة في العظام.[٩]


اعرف أكثر: هشاشة العظام أثناء الحمل.


هل يُصاب الرجال بهشاشة العظام؟

نعم، يمكن أن يُصاب الرجال بهشاشة العظام، إلا أنه في معظم الحالات يكون سبب إصابتهم بها غير معروف، ومع ذلك هنالك علاقة بين الإصابة بهشاشة العظام ومستويات هرمون التستوستيرون الذكري الذي يساهم في الحفاظ على صحة العظام، ويستمر الرجال بإنتاج هرمون التستوستيرون في سن الشيخوخة، إلا أن خطر الإصابة بهشاشة العظام يزداد لدى الرجال الذين يعانون من انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون.[١٠]


طرق الوقاية من هشاشة العظام

لا تُعد هشاشة العظام والكسور المصاحبة لها جزءًا طبيعيًا أثناء التقدّم بالسّن، كما أن هنالك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام به لحماية العِظام والمحافظة على صحتها؛ إذ يمكن أن تؤثر العادات التي تُمارَس الآن وفي المستقبل على صحة العِظام لبقية الحياة،[١١] ومنذ الصغر يمكن لكل من النّساء والرجال اتخاذ بعض الخطوات للوقاية من هشاشة العظام من خلال التأكد مما يلي:[١٢]

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع يحتوي على الفواكه، والخضروات الطازجة، والحبوب الكاملة.
  • تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم.
  • الحصول على كمية كافية من فيتامين د.
  • تجنّب التدخين.
  • تجنّب شُرب الكحول.
  • الحدّ من الكافيين.
  • ممارسة تمارين حمل الأثقال وتمارين القوة بانتظام.


متى يتوجب على الشخص مراجعة الطبيب؟

في حال الشّعور بالقلق من التّعرض لخطر الإصابة بهشاشة العظام، أو في حال المُعاناة منها فعلًا، فيجب مراجعة الطبيب على الفور؛ إذ إنه من خلال علاج هشاشة العظام المُبكر سيكون هُناك أفضل فرصة لتجنب كسور العظام مع التّقدم في العمر.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Osteoporosis", healthdirect, 1/12/2020, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Osteoporosis Overview", nih, 1/10/2019, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Markus MacGill (22/7/2019), "What to know about osteoporosis", medicalnewstoday, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Osteoporosis", mayoclinic, 19/6/2019, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  5. "Osteoporosis", clevelandclinic, 27/4/2020, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  6. Dan Brennan (14/1/2021), "What Is The Main Cause of Osteoporosis?", medicinenet, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "What is osteoporosis?", versusarthritis, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Pauline M. Camacho (4/5/2017), "Osteoporosis Causes", endocrineweb, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  9. "Are carbonated sodas bad for your bones?", osteoporosis, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  10. "Causes -Osteoporosis", nhs, 18/6/2019, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  11. Lana Barhum (22/2/2020), "Causes and Risk Factors of Osteoporosis", verywellhealth, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  12. "Osteoporosis", betterhealth, 4/3/2019, Retrieved 24/6/2021. Edited.