عملية تمزق الرباط الصليبي

ما هي عملية تمزق الرباط الصليبي؟

هي عملية تُجرى في الحالات التي يكون فيها الرباط الصليبي (Cruciate Ligament) ممزقًا أو متضررًا بشكل كبير، بحيث لا يستطيع المصاب لف الساق أو تدويرها، كما وتُعد هذه العملية هي الخيار الأنسب في حال عدم نجاح العلاجات الطبية الأخرى في علاج تمزق الرباط الصليبي، وتُجرى عادةً عن طريق استبدال الرباط الصليبي الممزق بوترٍ آخرٍ سليم من الجسم.^[١]

أنواع عملية تمزق الرباط الصليبي

قد تجرى عملية تمزق الرباط الصليبي لأي من نوعي الأربطة الصليبية المتضررة، وفيما يأتي توضيحًا لنوعي الأربطة الصليبية:^[٢]

• الرباط الصليبي الأمامي: (Anterior Cruciate Ligament)، والذي يقع في الجهة الأمامية من الركبة، وإنّ إصابة الرباط الصليبي الأمامي من أكثر الإصابات شُيوعًا، والتي تحدث نتيجة لتمزقه أو شدّه بسبب حدوث حركة التواء مفاجئة للركبة، كالإصابات التي تحدث أثناء ممارسة رياضة كرة القدم، أو كرة السلة، أو التزلج.
• الرباط الصليبي الخلفي: (Posterior Cruciate Ligament)، والذي يقع في الجهة الخلفية من الركبة، كما وتُعد إصابة هذا الرباط من الإصابات الشائعة أيضًا، والتي تحدث عادةً بشكل مفاجئ ومباشر، كالتعرض لحادث سيارة، أو أثناء ممارسة رياضة كرة القدم.

اقرأ عن تمزق الرباط الصليبي الأمامي.

اقرأ عن تمزق الرباط الصليبي الخلفي.

متى يتم اللجوء للجراحة؟

يلجأ الطبيب إلى الخيار الجراحي منذ البداية عندما يكون الرباط الصليبي الأمامي أو الخلفي ممزقًا بشكلٍ كامل،^[٣] وإذا لم تنجَح العِلاجات الأُخرى التي تمّ البِدء بها، يُلجأ للجِراحة كحل أخير، إذ يتم تحديد العلاج المناسب لتمزق الرباط الصليبي اعتمادًا على مجموعة من العوامل، كعمر المريض، ودرجة وشدة التمزق، ومستوى النشاط البدني للمريض، فمثلًا المصابين بتمزق الرباط الصليبي البسيط، ولا يصنّفوا من الأشخاص النشيطين بدنيًا، ولا يُشاركون بأي نوع من الرياضات التي تحتاج إلى تغيّر سريع في اتجاه مفصل الركبة، قد يكون البدء بالعلاج الطبيعي فعالًا وخيارًا مناسبًا بدلًا من التدخل الجراحي لعلاج هذا التمزق،^[٤] فإن لم يوفر العلاج الطبيعي التعافي التام لتمزق الرباط الصليبي، هنا قد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي لإصلاحه.^[١]

التّحضير للعمليّة

قبل إجراء عملية تمزق الرباط الصليبي، لا بدّ من معرفة جميع المخاطر المحتملة للعملية، بالإضافة للفوائد المرجوّة منها، كما يجب الحِرص على:^[٥]

• إخبار الطبيب الجراح بأي مشاكل صحية يُعاني منها الشّخص قبل إجراء العملية، كارتفاع في درجة حرارة الجسم، أو الإصابة بالعدوى، بالإضافة لضرورة إخباره عن جميع الأدوية التي تُؤخَذ عادةً.
• اتّباع التعليمات التي يوصي بها الطبيب، كالتوقف عن تناول الأطعمة أو المشروبات في منتصف الليلة السابقة للعملية.
• ارتداء بِنطال واسع أو أي ملابس أخرى واسعة، تُناسب وضع الضمادة على الركبة بشكٍل مريحٍ بعد الانتهاء من العملية ومغادرة المستشفى.
• الترتيب للعودة إلى المنزل مسبقًا أي قبل إجراء العملية، وذلك من خِلال الحُضور برفقة شخص مُقرّب.

مُجريات العمليّة

تختلف إجراءات عملية تمزق الرباط الصليبي اعتمادًا على حالة التمزق وعلى ممارسة الطبيب الجراح،^[٦] ولكن بشكلٍ عام يتم إجراء العملية كالآتي:

• تُجرى العملية تحت تأثير التخدير العام، أو تحت تأثير التخدير النخاعي (Spinal Anesthesia).^[٦]
• يقوم الطبيب بإجراء عدّة شقوق صغيرة في ركبة المصاب.^[٦]
• يستخدم الطبيب منظار المفصل (Arthroscope)، ليُعيد ربط ووصل الرباط الممزق، أو لإعادة بناء رباط جديد،^[٦] وتتم إعادة بناء الرباط الممزق من خلال اتباع الخطوات الآتية:^[٧]
• يضع الطبيب النسيج الجديد في المكان الصحيح.
• يحفر الطبيب ثُقبين، الأول في العظم الموجود فوق الركبة، والثاني في العظم الموجود تحت الركبة.
• يضع الطبيب المسامير في الثقبين ليُثبّت الأنسجة الجديدة في مكانها.

كم من الوقت يستغرِق إجراء العمليّة؟

يستمر إجراء عملية تمزق الرباط الصليبي إلى ما يُقارب ساعة واحدة.^[٧]

كم تستغرق مدة التعافي من العملية؟

عادةً ما يحتاج المصاب بعد إجراء عملية تمزق الرباط الصليبي، إلى فترة تتراوح ما بين 6 - 9 أشهر كي يستطيع العودة إلى ممارسة الأنشطة الرياضية كما سبق، وتعتمد هذه المدة على نوع الرياضة التي يمارسها الشخص وعلى نوع المنافسة التي سيخوضها.^[٨]

نصائح للتعافي بعد إجراء العملية

فيما يأتي بعض التعليمات التي يوصي الطبيب باتّباعها بعد إجراء عملية تمزق الرباط الصليبي:

• استخدام العكازات ومثبتات ودعامات للركبة.^[٦]
• الحفاظ على جُرح العملية نظيف وجاف، ومراقبة أي علامات تُشير إلى الإصابة بالعدوى.^[٩]
• تناول مسكنات الألم كما يوصي بها الطبيب.^[٦]
• رفع الساق للتقليل من التورم.^[٦]
• وضع كيس من الثلج عدّة مرات خلال اليوم، وخصوصًا خلال الأيام القليلة الأولى بعد إجراء العملية للتقليل من التورم.^[٦]
• البدء بالعلاج الطبيعي بعد الجراحة، والذي قد يستغرق فترة تتراوح ما بين عدّة أشهر إلى سنة، كي يتمكن المصاب من العودة إلى الأنشطة العادية أو الرياضية.^[٩]

مخاطر إجراء عملية تمزق الرباط الصليبي؟

إنّ عملية تمزق الرباط الصليبي آمنة بشكل عام، إلّا أنها كغيرها من العمليات الجراحية قد تحتمل حدوث بعض المضاعفات والمخاطر،^[٩] ويُذكر من أهمها ما يأتي:^[١٠]

• النزيف.
• الإصابة بالعدوى.
• تكوّن الجلطات الدموية في الساقين أو الرئتين.

أما بالنسبة للمخاطر أو الأضرار الناجمة عن عملية تمزق الرباط الصليبي نفسها، فقد يُعاني بعض الأشخاص من الألم ما بعد العملية، بالإضافة إلى الحد من حركة مفصل الركبة، أو حدوث التورم ما حول المفصل، كما أن البعض قد يُعاني من زيادة في حركة مفصل الركبة نتيجة لزيادة في تمدد الأنسجة الجديدة المزروعة، ومن الجدير بالذكر أن بعض المخاطر والمضاعفات قد تحدث اعتمادًا على الحالة الصحية للمريض، لذا لا بدّ من مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض جديدة بعد إجراء عملية تمزق الرباط الصليبي.^[١٠]

اقرأ أيضًا: هل يمكن علاج قطع الرباط الصليبي بدون جراحة؟

هل يُوصى بهذه العمليّة؟ وهل هي ناجحة؟

نعم، فعملية تمزق الرباط الصليبي تُعالج التمزق الموجود أو تُقلل من الأعراض بشكلٍ كبير، كي يتمكن المصاب من العودة إلى حياته بشكل طبيعي، فعملية تمزق الرباط الصليبي الناجحة تظهر من خلال عودة القوة والثبات للركبة كما كانت عليه قبل التعرض للإصابة.^[١١]