الجنف (الميلان الجانبي في العمود الفقري)

ما هو الجنف؟

الجنف (Scoliosis) هو من المشاكل الصحية التي يحدث فيها انحناء أو انحراف في العمود الفقري إلى الجانب، ويشار إلى هذا المنحنى بالحروف "C" و"S"، وطبياً أي قياس في زاوية الانحناء أكثر من 10 درجات يعتبر جنفًا، ولا تستدعي الحالات الخفيفة من الجنف العلاج،^[١][٢] إلا أنّ بعض الحالات تزداد سوءًا مع نمو الطفل، وقد تصل لدرجة أن تؤثر في عمل الرئتين وغيرها من أعضاء الجسم.^[٣]

للمزيد حول أمراض الجهاز العظمي.

أسباب الجنف

في الحقيقة لم يتوصل العلماء بعد لسبب دقيق للجنف، حيث إنّ أكثر أنواع الجنف شيوعاً تكون مجهولة السبب،^[٤] ولكن من الممكن للأسباب التالية أن تسبب الجنف بالرغم من كونها أقل شيوعاً:^[٥][٦]

• الإصابة بعيوب خلقية تؤثر في نمو عظام العمود الفقري، مثل فتحة الظهر (الصلب المشقوق- Spina Bifida).
• إجراء جراحة سابقة في القفص الصدري، عندما كان رضيعاً.
• التعرض لإصابات أو التهابات في العمود الفقري.
• بعض الأمراض العصبية العضلية، مثل الشلل الدماغي أو شلل الأطفال.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالجنف؟

يشيع حدوث الجنف عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10-15 عامًا، أثناء طفرة النمو، رغم أنّه قد يحدث في أي مرحلة عمرية،^[١] وتزيد العوامل التالية من خطر حدوثه:^[٧]

• الإناث.
• من لديهم قريب مصاب بالجنف.

أعراض الجنف

أكثر أعراض الجنف شيوعاً هو تقوس العمود الفقري جانبياً، الأمر الذي يؤدي إلى بروز علامات وأعراض أخرى تشمل ما يلي:^[٣]

• أكتاف غير مستوية، أو بروز أحد ألواح الكتفين أكثر من الآخر.
• الخصر غير المستوي، أو وجود ورك أعلى من الآخر.
• بروز جانب واحد من الظهر عند الانحناء للأمام.

أنواع الجنف

صنف العلماء الجنف بناءً على سبب حدوثه كما يلي:^[٦][٢]

• الجنف مجهول السبب: يشكل معظم أنواع الجنف ويحدث على ثلاثة أشكال مصنفة تبعاً للفئة العمرية للمريض، وهي كالآتي:
• الجنف الطفولي: يكون في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات.
• جنف الأحداث: يكون في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-10 سنوات.
• جنف المراهقين: في المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11-18 عامًا.
• الجنف الخلقي: وهو ما يظهر عند ولادة الطفل، ويتضمن عدم تشكل أضلاع الطفل، أو عظام العمود الفقري بالشكل الصحيح خلال فترة الحمل.
• الجنف العصبي العضلي: يكون هذا النوع ناجمًا عن حدوث مشكلة أو إصابة في الأعصاب والعضلات التي تغذيها، وتحد بالتالي من قدرتها على دعم العمود الفقري.
• الجنف الانتكاسي: وهو ما يصيب كبار السن مع تقدم العمر عادة، ويتضمن حدوث تآكل أقراص ومفاصل العمود الفقري.^[١]

طرق تشخيص الجنف

عادة ما يبدأ الطبيب بإجراء فحص بدني دقيق للمريض، بالإضافة إلى مراجعة التاريخ الطبي للعائلة، بعدها يقوم بعدد من الفحوصات لتأكيد الحالة أو نفيها، ويمكن تفصيلها كما يلي:^[٨][٩]

الفحص البدني

يجدر الانتباه إلى ضرورة مراجعة الطبيب بمجرد ملاحظة أي انحناء غير طبيعي في العمود الفقري بغض النظر عن الشعور بالألم أم لا، حيث يُجري الطبيب فحص أولي بسيط، يكون بالطلب من المريض الانحناء إلى الأمام (وضعية الركوع) مع تثبيت قدميه معاً، بدرجة 90، ليتمكن الطبيب من ملاحظة أي انحناء غير طبيعي في العمود الفقري أو عدم تناسقٍ في الجذع، ويتم تقييم بعض العوامل أثناء الفحص، ومنها التالي:^[٨]

• شكل المنحنى: فكما أشرنا يكون على شكل "S" أو "C".
• موقع المنحنى: ما إذا كان في أسفل الظهر، أو أعلى الظهر، أو كليهما.
• اتجاه ميلان المنحني: ما إذا كان نحو اليمين أو اليسار.
• زاوية المنحنى: وتعبر عن شدة الانحناء.

الفحوصات التصويرية

وتشتمل على ما يلي:

• الأشعة السينية (X ray): يساعد هذا الفحص على إظهار بنية الفقرات في العمود الفقري، بالإضافة إلى توفير مخطط للمفاصل، للبحث عن أي التهابات، أو كسور، أو تشوهات.
• التصوير الطبقي أو المقطعي (T-scan): يعد هذا الفحص مفيدًا في إظهار شكل وحجم القناة الشوكية، ومحتوياتها، بالإضافة للهياكل العظمية في الجسم.
• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): وهو فحص يعمل على إظهار النخاع الشوكي، وجذور الأعصاب، والمناطق المحيطة بها، من خلال إنتاج صورًا ثلاثية الأبعاد.

علاج الجنف

لا تستدعي الحالات الخفيفة في الأطفال والمراهقين اللجوء للعلاج، وهو ما يمثل معظم الحالات، ويختلف العلاج إجمالًا من شخص إلى آخر، فهو يعتمد على العمر، وشدة الانحناء، واحتمالية تفاقمه، وتأثير المشكلة في أنشطة الحياة اليومية للمريض،^[١٠][١١] وبالتالي يمكن أن تكون العلاجات أحد الخيارات التالية:

مراقبة المريض

حيث يجري الطبيب عدد من الفحوصات على فترات مختلفة، في حال كان المنحنى يتراوح بين 10-25 درجة، وذلك للتأكد من استقرار الحالة وعدم تغيرها للأسوأ،

وقد يستدعي الأمر في بعض الأحيان تناول مسكنات الألم، أو أخذ حقن الكورتيزون في العمود الفقري للتخفيف من الآلام المرافقة للجنف، إلى جانب ممارسة التمارين العامة للحفاظ على نشاط الجسم أو التمارين التي يوصي بها الطبيب.^[١١][١]

استخدام دعامة

يوصي الطبيب بها في حال كان الانحناء يتراوح بين 25-40 درجة،^[١١] بالإضافة إلى أنها تُستخدم للأطفال لمنع الانحناء من التطور والازدياد مع النمو، حيث يمكن تركيب دعامة بلاستيكية توضع على ظهر الطفل طوال اليوم، يستمر الطفل بارتدائها إلى أن يصل إلى مرحلة البلوغ، عندما يتوقف العمود الفقري عن النمو، حيث أنها لا تؤثر في أنشطته اليومية، كما لا يمكن رؤيتها تحت الملابس الفضفاضة.^[١][٢]

متى يلجأ الطبيب إلى الجراحة؟

في حال كان ميلان المنحنى أكثر من 40 درجة والهيكل العظمي لم ينضج بعد، فإن الطبيب يوصي بالعملية الجراحية،^[١١] وتكون هذه العمليات كما يلي:^[٢]

• جراحة دمج الفقرات: تنطوي على وضع قطع من العظام أو مادة مشابهة داخل الفراغ الموجود بين فقرات العمود الفقري، بهدف تثبيت الفقرات لتنمو معًا أو تندمج، مما يحد من حركتها، ويساعده على النمو بشكل طبيعي، ويحد من تفاقم انحناء العمود الفقري.
• عملية تثبيت العمود الفقري بالقضبان المعدنية: يصل الطبيب في هذا الإجراء قضبان معدنية مع العمود الفقري، أو الأضلع لتثبيتها، ويحرص على ضبط أطوال القضبان لتكون مناسبة أثناء نمو الطفل أو المراهق، ويستخدم لتصحيح الجنف الأكثر خطورة في الأطفال أثناء نموهم.

هل يتحسن الجنف دون علاج؟

لا، لكن العديد من الحالات لا تسبب أي أعراض وتتطلب المراقبة فقط، أما ما يقارب 5% من الأطفال والمراهقين المصابين بالجنف يوصي الطبيب لهم بدعامة أو جراحة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الحصول على تقييم طبي مناسب عند الاشتباه بإصابة الطفل بالجنف، فالتدخل الطبي المبكر قد يمنع الحاجة إلى علاجات أكبر وأكثر تعقيداً.^[١٢]

هل يمكن منع الجنف أو تجنبه؟

لسوء الحظ، لا يمكنك منع أو تجنب الجنف.^[٤]