الكساح عند الأطفال

الكساح (Rickets) هو أحد أمراض العظام والذي يتمثّل بضعف وتشوه العظام، لتنمو بشكلٍ غير طبيعي، وأكثر ما يميزها تقوس الساقين، وقد يحدث الكساح في أيّ عمر، لكنه أكثر شيوعًا عند الرّضع والأطفال الصّغار،[١][٢] خصوصاً في الفترة العمرية ما بين 6 - 24 شهرًا، وذلك لأن عظامهم تكون سريعة النمو.[٣]


اقرأ عن كساح البالغين.

أعراض الكساح عند الأطفال

تتمثّل العلامة الشّائعة للكساح عند الأطفال بشكل الساقين غير الطّبيعي، والذي يكون مقوّسًا نحو الخارج،[١] بينما تتمثّل أعراض وعلامات الكساح الأخرى عند الأطفال بما يلي:[٤][٥]

  • بطء التحام يافوخ رأس الطفل.
  • تأخر نمو الطفل والتطورات الحركية، مثل: الزحف أو المشي.
  • تأخر بزوغ الأسنان، أو نموّها لكن بنوعيةٍ سيئة.
  • انتفاخ عظام الصّدر وبزوغها نحو الأمام.
  • انحناء الركبتين.
  • ازدياد حجم الجمجمة، وليونتها.
  • المشي بشكلٍ غير طبيعي أو متمايل.
  • آلام العظام، خصوصاً معصم اليد وانتفاخه.
  • ضعف العضلات.
  • التّعب العامّ.
  • نوبات من التشنجات بسبب انخفاض مستوى كالسيوم الدم.


دواعي مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب في حال مواجهة الطفل لأحد الأعراض التالية:[٦]

  • آلام العضلات أو العظام التي تزداد سوءًا مع مرور الوقت.
  • الإحساس بتشنّجات عضلية.
  • مواجهة نوبات التشنجات، النّاجمة عن انخفاض مستوى كالسيوم وفسفور الدم.
  • كسور العظام.


أسباب الكساح عند الأطفال

ينتشر الكساح عند الأطفال الذين لا يأخذون حاجتهم من الكالسيوم وفيتامين د،[٧] ويمكن تفصيل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالكساح عند الأطفال كالتالي:

  • تناول نظام غذائي قليل الكالسيوم: يحتاج الأطفال في مرحلة النمو ما يترواح بين 400 - 1500 ميلليغرام من الكالسيوم يوميًا لعظامٍ سليمة، بينما يحدث الكساح عندما يتناول الأطفال أقلّ من 300 ميلليغرام من الكالسيوم يوميًا، أيّ بما يُعادِل كوب واحد من الحليب.[٧][٣]
  • عدم التعرّض إلى أشعة الشمس: تساهم أشعة الشمس في تحويل فيتامين (د) إلى النوع النشط، لذلك فإن عدم التعرّض لأشعّة الشمس الكافية يسبب انخفاضًا في مستوى فيتامين (د)، وبدوره يزيد من خطر الإصابة بالكساح،[٣] والجدير بالذكر أنّ امتلاك الطفل بشرةً داكنة تقلل من فرصة الحصول على فيتامين (د)، فالصّبغة الموجودة في جلده تعمل كنوعٍ من واقي الشمس الطّبيعي، مما يجعل امتصاص أشعّة الشمس اللازمة لتنشيط فيتامين (د) أمرًا صعبًا.[٥][٨]



يحتاج الطفل للحصول على فيتامين (د) إلى التعرض المباشر لأشعة الشمس دون استخدام واقٍ للشمس، لذلك لا يجوز تعريض الطفل لأشعة الشمس لفترة تزيد عن 10-15 دقيقة فقط.


  • سوء التّغذية: يُساهِم سوء التّغذية في الإصابة بمرض الكساح، خصوصاً عند الاعتماد الكلي على الرضاعة الطّبيعية، من أمهات تعاني من نقص فيتامين (د)، أو بسبب تناول الخبز الخالي من الخميرة، أو اتباع نظامٍ غذائي نباتي بالكامل، أو تناول الكثير من الفلورايد.[٣][٣]
  • المعاناة من أمراض الكلى: مما يسبب فقدان الكثير من الكالسيوم والفسفور في البول، دون التمكن من إعادة امتصاصه.[٨]
  • المعاناة من أمراض سوء الامتصاص: فالأطفال الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي أو اضطرابات الكبد أو صعوبة امتصاص فيتامين (د) والكالسيوم، قد يصابون بمرض الكساح.[٨]
  • عوامل وراثية: من المُحتمَل توارث الإصابة بمرض الكساح من الآباء إلى الأبناء في بعض الأحيان.[٣]


تشخيص الكساح عند الأطفال

يتمّ تشخيص الكساح عند الأطفال باتّباع الخطوات التالية:[٧][٩]

  • الفحص البدني: يبحث خلاله الطبيب عن أيّة علاماتٍ وأعراضٍ مُحتملة للكساح.
  • الفحوصات التّصويرية: يطلبها الطبيب بعد تقييم طبيعة العلامات عند الطفل، وذلك باستخدام الأشعّة السينية التي تنتج صورًا واضحة للعظام، وتُظهِر ما إذا كان يوجد أيّة كسورٍ فيها، كما أنها توضّح كثافة العظام، وعن وجود أيّ انحناءٍ في الذّراعين أو السّاقين، أو أيّة مشاكل في نمو العظام.
  • تحاليل الدم: والتي تتمثّل بالتّحقق من مستوى الكالسيوم والفسفور في الدم، فقد تشير المستويات المنخفضة من كالسيوم وفسفور الدم إلى حالة الكساح الشّديد أو الخطير المُنتشِر في العائلات.
  • فحوصات أخرى؛ تساعد الفحوصات الأخرى على تشخيص الكساح عند الأطفال، وهي:
  • تحليل غازات الدم الشريانية.
  • خزعة العظام.
  • تحليل (ALP).
  • تحليل (PTH).
  • تحليل الكالسيوم في البول.


علاج الكساح عند الأطفال

يُركّز علاج الكساح على تعويض الفيتامينات والمعادن المفقودة من جسم الطفل، وتتمثّل الطّرق العلاجية للكساح على ما يلي:[١٠][٢]

  • استخدام مكمّلات فيتامين (د) والكالسيوم بالجرعة التي تعتمد على حجم الطفل، فالإكثار منها قد يكون غير آمن، ويُقدَّم للطفل عادةً مكمّلات فيتامين (د) بجرعة 1000-2000 وحدة دولية يوميًا، إلى جانب مكمّلات الكالسيوم بجرعة 1000-1500 ميلليغرام يوميًا.
  • ارتداء الدّعامات لتصحيح شكل عظام الطفل، ونموّها بالشّكل الصّحيح.
  • التدخّل الجراحي، وذلك في حالاتٍ نادرة.
  • زيادة استهلاك الطّفل للأطعمة الغنيّة بفيتامين (د) والكالسيوم.
  • زيادة فترات تعريض الطفل لأشعّة الشمس.


ما هي فترة الشّفاء من الكساح؟

تتعافى حالات كساح الأطفال الناتج عن نقص المعادن والفيتامينات خلال أسبوعٍ من بدء العلاج، بينما تحتاج حالات الكساح فترةً أطول لتصحيحها عند التأخّر في العلاج خلال فترة نمو الطفل.[١٠]


الوقاية من الكساح عند الأطفال

إنّ الحصول على ما يكفي حاجة الجسم من فيتامين (د) والكالسيوم هو المفتاح الأساسي للوقاية من الكساح، وتتمثّل التّوصيات العامّة للوقاية من كساح الأطفال بما يلي:[٥][٧]

  • المراجعة الدّورية للطبيب خلال فترة الحمل؛ للتحقق من مستوى فيتامين (د) والكالسيوم في الدم عند الأم.
  • إعطاء الرّضع الذين يرضعون رضاعةً طبيعية مكملات فيتامين (د)، المتوافرة على شكل قطرات بجرعة 400 وحدة دولية يوميًا.
  • تناول الأمهات المرضعات 4000 وحدة دولية من فيتامين (د)، لزيادة كمية فيتامين (د) في حليب الثدي لديها.
  • اتباع المُرضِع نظامًا مليئًا بالأطعمة الغنيّة بفيتامين (د) والكالسيوم: مثل منتجات الألبان.
  • تقديم الكالسيوم في صورته السائلة أو العلكة أو الحبوب القابلة للمضغ أو للبلع: للأطفال الذين يعانون من مشكلة عدم تحمّل اللاكتوز.
  • الحرص على قضاء الطّفل وقتًا محدداّ من التعرّض لأشعّة الشّمس دون استخدام واقٍ، وقد يكون أطفال البشرة الدّاكنة بحاجةٍ إلى وقتٍ أطول في الشمس مما يحتاجه أطفال البشرة الفاتحة، مع التأكيد على ضرورة أن لا يتجاوز الوقت لبضع دقائق في اليوم، حتى لا يتعرض الجلد لحروق الشمس.[١١]
  • تشجيع الطّفل على ممارسة الرياضة لتقوية عظامه، مثل: المشي، والجري، والقفز، والتسلّق.[٦]


نظام غذائي للأطفال المصابين بالكساح

يبدأ الأطفال عادة على عمر 6 أشهر بتناول الطعام الصلب، وعليه يجب التأكد من حصول الطفل على أطعمةً غنية بفيتامين (د) والكالسيوم،[٥] ومن هذه الأطعمة ما يلي:[٦][١]

  • الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل: منتجات الألبان، والفاصوليا، وبعض المكسرات، والسمسم، والخضروات ذات الأوراق الخضراء، وغالبًا ما يتمّ إضافته إلى الأطعمة؛ مثل الحبوب المُدعّمة وعصير البرتقال المدعم بالكالسيوم.
  • الأطعمة الغنية بفيتامين (د)، مثل: الأسماك الدّهنية، كالسّلمون والسّردين والرّنجة، والكبد، وصفار البيض، والحليب، والحبوب المُدعّمة بفيتامين (د).

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Rickets", www.rch.org.au, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Rickets", orthoinfo.aaos.org, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Rickets", familydoctor.org, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  4. "Rickets", www.chop.edu, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Rickets", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Rickets", kidshealth.org, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Rickets", orthoinfo.aaos.org, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Rickets", www.urmc.rochester.edu, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  9. "Rickets", medlineplus.gov, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Rickets", www.healthline.com, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  11. "Rickets", betterhealth, Retrieved 22/9/2021. Edited.