تحتوي الركبة على أربعة أربطة رئيسية، وتُعرف الأربطة (Ligaments) بأنّها أشرطة مرنة من الأنسجة تربط العظام ببعضها البعض، وتوفر الاستقرار والثبات والقوة للمفصل، وتربط الأربطة الأربعة الرئيسية في الركبة كلًا من عظم الفخذ بعظم الساق أو ما يُعرف بالظنبوب (Tibia).

ما هو الرباط الصليبي؟

الرباط الصليبي الأمامي (Anterior Cruciate Ligament - ACL)، والرباط الصليبي الخلفي (Posterior Cruciate Ligament - PCL) هما رباطان رئيسيان يتقاطعان داخل مفصل الركبة، ويوفران معًا الثبات والاستقرار له بحيث يمنعانه من التحرك من جانبٍ لآخر، بينما يسمحان له في الوقت ذاته بالثني والتمدد، وللتوضيح أكثر يقوم الرباط الصليبي الأمامي بمنع الساق من الانزلاق للأمام، بينما يمنع الرباط الصليبي الخلفي انزلاق الساق وعظم الفخذ للخلف، ويُعدّ كلا الرباطين من المواقع الشائعة للإصابات والألم الشديدين خاصةً عند الرياضيين؛ وذلك لاحتوائهما على العديد من النهايات الحسية التي تلعب دورًا مهمًا في أداء وظيفة التحفيز الحسي، وكما أسلفنا الذكر تقع هذه الأربطة داخل مفصل الركبة، ونظرًا لأنها مغطاة بغشاء زُليلي (Synovium) فإنها لا تُعدّ ضمن المفصل الزُّليلي بل خارجه، وتتلقى إمداداتها بالدم من فروع الشرايين الركبية الوسطى (Middle Genicular Arteries)، وكلا الشرايين الركبية السفلية (Inferior Genicular Arteries).[١][٢]




بالإضافة إلى الرباطان الصليبيان الأمامي والخلفي، توجد أنواع أخرى من الأربطة في الركبة وهي:

  • الرباط الجانبي الإنسي: (Medial collateral ligament - MCL)، وهو الرباط الذي يوفر الثبات للركبة الداخلية.
  • الرباط الجانبي الوحشي: (Lateral collateral ligament - LCL)، وهو الرباط الذي يوفر ثباتاً للركبة الخارجية.



أين يقع الرباط الصليبي؟

يقع الرباطان الصليبيان الأمامي والخلفي داخل مفصل الركبة، ويتقاطع الرباط الصليبي الخلفي في الخلف والرّباط الصّليبي الأمامي في الأمام مع بعضهما البعض لتشكيل حرف "X"، وتتحكم الأربطة الصليبية في حركة الركبة ذهابًا وإيابًا؛ إذ يمتد الرباط الصليبي الأمامي بشكل قُطري في منتصف الركبة، مما يمنع عظمة الساق من الانزلاق أمام عظم الفخذ، وهذا بدوره يوفر ثبات الدوران للركبة، بينما يقع الرباط الصليبي الخلفي في مؤخرة الركبة، ويُعدّ واحدًا من عدة أربطة تربط عظم الفخذ بعظم الساق، وتتمثل وظيفته في منع عظم الساق من التحرك بعيدًا للخلف.[٣][٤]


أعراض إصابة الرباط الصليبي

غالبًا ما يحدث شد الرباط الصليبي الأمامي أو تمزق أثناء حركة التواء فجائية، أما إصابة الرباط الصليبي الخلفي فعادةً ما تحدث بتأثير مفاجئ ومباشر كالتعرّض لحادث سيارة أو أثناء مباراة كرة القدم، وفي كثيرٍ من الأحيان لا تُسبب إصابة الرباط الصليبي أي ألم، وبدلاً من ذلك قد يسمع الشخص صوت فرقعة عند حدوث الإصابة، يليه التواء الساق عند محاولته الوقوف عليها، بالإضافة إلى التورّم، ومع ذلك تختلف هذه الأعراض وشدتها من شخصٍ لآخر، ومن الجدير بالذكر أن أعراض إصابة الرباط الصليبي قد تتشابه مع حالات أو مشاكل طبية أخرى، لذا يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب لتشخيص الحالة جيدًا والحصول على العلاج الأنسب لها.


اقرأ عن الفرق بين قطع وتمزق الرباط الصليبي.


تشخيص إصابة الرباط الصليبي

لتشخيص إصابة الرباط الصليبي يُجري الطبيب فحصًا بدنيًا للمصاب؛ بحيث يتحقق من الركبة باحثًا عن التورّم والألم، ويقارنها بالركبة غير المصابة، وقد يحرك الركبة أيضًا في مجموعة متنوعة من المواضع أو يطلب من المصاب الوقوف والمشي لتقييم نطاق الحركة والوظيفة العامة للمفصل، كما قد يضغط على الركبة ليشعر بإصابة أو رخاوة أو سائل في المفصل ناتج عن النزيف، وغالبًا ما يمكن إجراء التشخيص على أساس الفحص البدني وحده، ولكن قد تحتاج بعض الحالات إلى اختبارات إضافية لاستبعاد الأسباب الأخرى وتحديد شدة الإصابة،[٥][٦] وقد تشمل هذه الاختبارات:

  • التصوير بالأشعة السينية: (X-rays Imaging)، قد يكون هناك حاجة إلى الأشعة السينية لاستبعاد حدوث كسر في العظام، ومع ذلك لا تُظهر الأشعة السينية الأنسجة الرخوة كالأربطة والأوتار.[٦]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI Scan)، يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي موجات الراديو ومجالًا مغناطيسيًا قويًا لإنشاء صور للأنسجة الصلبة والرخوة في الجسم، ويمكن أن يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي مدى إصابة الرباط الصليبي الأمامي، وعلامات تلف الأنسجة الأخرى في الركبة بما في ذلك الغضروف، وكذلك تمزق الرباط الصليبي الخلفي، وتحديد ما إذا كانت أربطة الركبة أو الغضاريف الأخرى مصابة أيضًا.[٥][٦]
  • الموجات فوق الصوتية: (Ultrasound)، تُساعد الموجات فوق الصوتية على التحقق من وجود إصابات في أربطة وأوتار وعضلات الركبة.[٥]
  • تنظير المفصل: (Arthroscopy)، يُستخدم هذا الإجراء للنظر إلى داخل مفصل الركبة في حال لم يكن من الواضح مدى انتشار الإصابة.[٦]


المراجع

  1. Elizabeth Quinn (16/1/2020), "How ACL and PCL Injuries Differ", verywellhealth, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  2. "Cruciate Ligaments", The Knee Doc, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  3. "Anterior Cruciate Ligament (ACL) Injuries", American Academy of Orthopaedic Surgeons, 1/3/2014, Retrieved 24/8/2021. Edited.
  4. "Posterior Cruciate Ligament Injuries", American Academy of Orthopaedic Surgeons, 1/2/2009, Retrieved 24/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "ACL injury", mayoclinic, 10/3/2021, Retrieved 24/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Posterior cruciate ligament injury", mayoclinic, 9/10/2019, Retrieved 24/8/2021. Edited.