التهاب الفقار المقسط

ما هو التهاب الفقار المقسط؟

التهاب الفقار المقسط (Ankylosing spondylitis - AS - Bechterew disease) من الأمراض النادرة المزمنة التي تُصنّف ضمن التهابات المفاصل، والتي تُسبب الألم والتيبس في العمود الفقري، وعادةً ما يبدأ المرض بشعور الشخص بألم في أسفل الظهر، لينتشر بعد ذلك في الرقبة أو قد يُلحق الضّرر بمفاصل في أجزاء أخرى من الجسم.^[١]

أسباب التهاب الفقار المقسط

في الواقع ما زال السبب الكامن وراء الإصابة بالتهاب الفقار المقسط غير معروفٍ للآن، إلّا أن بعض العوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض، ويُذكر من هذه العوامل ما يأتي:^[٢]

• الاستعداد الوِراثي: إذا كان أحد الوالدين أو أيٌ من الأجداد مصاب بالتهاب الفقار المقسط، فمن المحتمل أن يُصاب الشخص بهذا المرض أيضًا.
• وُجود مستضد كريات الدم البيضاء البشرية ب27 في الدّم: (Human Leukocyte Antigen B27 - HLA-B2)، وهو نوع من البروتينات يُمكن أن يتواجد في الدّم بتركيز معين، ولكن لا يُشير دائمًا وجود هذا البروتين إلى تأكيد الإصابة بالتهاب الفقار المقسط.
• الجنس: وِفقًا لحالات الإصابة القديمة، فإنّ الرجال هم أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب الفقار المقسط بتسع مرات مقارنة بالنساء، ولكن أوضحت الأبحاث الحديثة أن الفرق بين إصابات الرجال والنساء أقل من ذلك بكثير، وربما قد يكون لا يوجد أي فرق في أعداد الإصابات بين الجنسين على الإطلاق.

أعراض التهاب الفقار المقسط

تختلف أعراض التهاب الفقار المقسط من شخص لآخر، ويُذكر من أكثر الأعراض شيوعًا ما يأتي:^[٣]

• ألم وتيبس في الظهر، أو الأرداف، أو الرقبة، خصوصًا في وقت الصباح، وتزداد الأعراض سوءًا بعد الراحة، وتختفي الأعراض مع ممارسة التمارين الرياضية.
• ألم في الأوتار التي تربط ما بين العظام والعضلات، وألم في الأربطة التي تربط العظام مع بعضها البعض، وغالبًا ما يشعر المصاب بألم في مقدمة الصدر، أو مؤخرة الكعب، أو أسفل القدم.
• التعب الشديد.

تشخيص التهاب الفقار المقسط

يُشخّص التهاب الفقار المقسط من خلال مجموعة من الاختبارات والفحوصات، وفيما يأتي بيانًا لها:^[٤]

• الفحوصات البدنية الشاملة.
• تصوير العِظام.
• تحاليل مخبريّة، مثل تحليل (HLA-B2)، أو تحاليل الكشف عن وُجود التهابات في الجِسم.

هل التهاب الفقار المقسط مرضًا خطيرًا؟

إذا تُرك دون عِلاج فهو خطير، إذ يُمكن السيطرة على الأعراض والمضاعفات المتعلقة بالمرض من خلال اتّباع العلاجات المناسبة.^[٥]

علاج التهاب الفقار المقسط

يُمكن علاج التهاب الفقار المقسط من خلال مزيجٍ من العلاجات الدوائية والعلاج الطبيعي، وفيما يأتي توضيحًا لكل نوع من العلاجات:^[٦]

الأدوية

يُذكر من الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب الفقار المقسط ما يأتي:^[٦]

• مُسكّنات الألم (NSAIDs): وهي غالبًا الأدوية الأولى التي يوصى بها مصابي التهاب الفقار المقسط.
• الأدوية التي تستهدِف الجِهاز المناعي: وتُستخدم هذه الأدوية في الحالات التي لا توفر فيها مُسكّنات الألم الراحة الكافية للمصاب، أو في حال حدوث آثار جانبية لها، إذ تستخدم هذه الأدوية عادةً لعلاج الروماتيزم (Rheumatoid Arthritis)، وأنواع التهاب المفاصل الأخرى أيضًا.

العلاج الطبيعي

يُمكن لأخصائي العلاج الطبيعي أن يُعلم مصاب التهاب الفقار المقسط بعض التمارين التي تزيد من مرونة جذعه، كما وتُقوّيه أيضًا، وتُعلّمه وضعية الجلوس والوقوف بطريقة صحيحة، كما يُقدم الأخصائي للمصاب بعض النصائح التي توفر له وضعيات مريحة للنوم، كما ان ممارسة تمارين الإطالة، وبعض التمارين الأخرى كالسباحة، أو ركوب الدراجة، قد يُساعد على التقليل من الأعراض، ويُعزز من مرونة الجذع.^[٥][٦]

إجراءات منزليّة

قد تُساهِم بعض الإجراءات المنزلية إلى جانب تناول الأدوية في تحسين الحالة الصحية العامة، ويُذكر منها ما يأتي:^[٧]

• ممارسة التمارين الرياضية للتخفيف من الألم والحفاظ على المرونة.
• استخدام الكمادات الباردة أو الثلج على المناطق الملتهبة للتقليل من التورم، واستخدام الكمادات الدافئة للمفاصل المتيبسة، والعضلات المشدودة.
• الإقلاع عن التدخين بكافة أشكاله.
• التدرب على الحفاظ على وضعية الجسم السليمة، كالوقوف بشكل مستقيم وسليم لتجنّب حدوث المشاكل والمضاعفات المرتبطة بالتهاب الفقار المقسط.

مضاعفات التهاب الفقار المقسط

يُذكر من مضاعفات التهاب الفقار المقسط ما يأتي:

• انخفاض مستوى المرونة لدى المصاب: معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الفقار المقسط يعانون من إعاقة قليلة في الحركة على المدى البعيد، أو قد لا يعانون من أي إعاقة أبدًا، إلّا أن بعض الأشخاص المصابين بهذا المرض يعانون من تقييد شديد لحركة العمود الفقري في النهاية.^[٨]
• تضرر المفاصل: يُمكن لالتهاب الفقار المقسط أن يُسبب التهابًا في مفاصل الركبة والورك، الأمر الذي يُسبب تلفًا في هذه المفاصل مع مرور الوقت، مما يجعها مؤلمة وحركتها صعبة.^[٨]
• التهاب القزحية: (Iritis)، وهي حالة مرضية تتسبب باحمرار وتورّم الجزء الأمامي من العين.^[٨]
• هشاشة العظام: (Osteoporosis)، إذ تُصبح العظام ضعيفة وهشة، وخصوصًا في عظام العمود الفقري، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالكسور في عظام العمود الفقري.^[٨]
• أمراض القلب والأوعية الدموية.^[٨]
• أمراض الجهاز الهضمي: قد يُسبب التهاب القناة الهضمية، حدوث بعض الحالات المرضية، كآلام المعدة، أو قرحة المعدة، أو الإسهال، أو العديد من مشاكل الهضم الأخرى، وفي الحالات الأكثر شدّة من المرض، قد تنتج بعض الحالات المرضية الأكثر حدّة، مرض كرون (Crohn’s Disease)، والتهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis).^[٥]