التهاب المفاصل الصدفي

يُعرف التهاب المفاصل الصدفي (PsA - Psoriatic Arthritis) بأنه مرض روماتيزمي يؤثر في المفاصل والأوتار التي تربُط العِظام بالمفاصِل، وقد يؤثر كذلك في العمود الفقري، وإنّ حوالي واحد من كل 3 أشخاص مصابين بمرض الصدفية (Psoriasis) سيصابون بالتهاب المفاصل الصدفي، وتُشير الإحصائيات المذكورة وِفقًا لمركز جونز هوبكنز لالتهاب المفاصل (Johns Hopkins Arthritis Center) إلى أن معظم الأشخاص يُصابون بالصدفية بحوالي 10 - 20 عامًا قبل تشخيص إصابتهم بالتهاب المفاصل الصدفي، وإذا تُركت هذه الحالة المرضية دون علاج فقد تؤدي إلى إلحاق الضّرر بالمفاصل والأوتار.[١]


أعراض التهاب المفاصل الصدفي

قد تكون أعراض التهاب المفاصل الصدفي في بعض الحالات تدريجية ودقيقة، وفي حالات أخرى مفاجئة وواضحة، كما قد يكون المرض خفيفًا ويؤثر في مفصلٍ واحدٍ فقط، أو شديدًا ويؤثر في مفاصل متعددة، والجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة أن يعاني جميع المصابين من جميع الأعراض، ومن الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل الصدفي ما يلي:[٢]


أعراض المفاصل

تتمثل أعراض التهاب المفاصل الصدفي على المفاصل بما يلي:[٢]

  • ألم أو تورم في مفصل واحد أو أكثر، والأكثر شيوعًا هي مفاصل اليدين، والقدمين، والمعصمين، والكاحلين، والركبتين.
  • تيبس المفاصل الذي يكون ملحوظًا في الصباح، أو مع الخمول كالجلوس لفترة طويلة.
  • نطاق الحركة المنخفض في المفاصل المصابة.
  • ألم أو تصلب في أسفل الظهر.
  • الألم أو التورم في الموضع الذي ترتبط فيه الأوتار والأربطة بالعظام؛ مثل (وتر العرقوب الذي يربط أسفل السّاق بالكعب).
  • تورم إصبع اليد أو القدم كاملًا (قد يتّخذ مظهرًا يُشبه السّجق).


أعراض الجلد

أما أعراض التهاب المفاصل الصدفي على الجلد فتشمل:[٢]

  • بقع متقشرة فضية أو رمادية على فروة الرأس، والمرفقين، والركبتين، وأسفل الظّهر.
  • بقع صغيرة مستديرة ومُرتفعة عن مُستوى الجِلد تتقشر أحيانًا على الذراعين، والساقين، والجذع.
  • تنقير أو تشقق في الأظافر.
  • تفكُّك أظافر اليدين والقدمين وانفصالها.


أعراض أخرى

بالإضافة لما سبق يعاني المصابون بالتهاب المفاصل الصدفي من الأعراض التالية:[٢]

  • التهابات العين.
  • التعب.
  • فقر الدم.


أنواع التهاب المفاصل الصدفي

لالتهاب المفاصل الصدفي 5 أنواع مختلفة نوضحها لك تاليًا:[٣]

  • التهاب المفاصل الصدفي المتماثل: (Symmetric Psoriatic Arthritis)، يؤثر هذا النوع في المفاصل على جانبي الجسم في الوقت نفسه، وحوالي نصف المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي يعانون منه.
  • التهاب المفاصل الصدفي غير المتماثل: (Asymmetric Psoriatic Arthritis)، لا يؤثر هذا النوع في المفاصل نفسها على جانبي الجسم، ويحدث في حوالي 35% من الأشخاص المصابين بالمرض، وغالبًا ما يسبب أعراضًا أكثر اعتدالًا.
  • التهاب الفَقَار: (Spondylitis)، يتميز هذا النوع بألم وتيبس في الرقبة والعمود الفقري.
  • التهاب المفصل الجادع: (Arthritis Mutilans)، يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من تشوهات في المفاصل الصغيرة في أطراف أصابع اليدين والقدمين، ويُعد أحد أشد أشكال التهاب المفاصل الصدفي، ولكنه يصيب حوالي 5% فقط من المصابين بهذا المرض.
  • التهاب المفاصل الصدفي القاصي: (Distal Psoriatic Arthritis)، يسبب هذا النوع التهابًا وتيبسًا بالقرب من أطراف أصابع اليدين والقدمين، كما يؤثر أيضًا في الأظافر.


الحالات التي تستدعي تدخلًا طبيًا

تتطلب بعض حالات التهاب المفاصل الصدفي مراجعة الطبيب على الفور، مثل إذا كان المصاب يعاني من ألم أو تورم أو تصلب مستمر في المفاصل، حتى لو لم يتم تشخيصه بالصدفية.[٤]




يتوجب على المصاب المُشخّص بالصدفية إجراء فحوصات مرة واحدة على الأقل سنويًا لمراقبة الحالة، ويُفضل إخبار الطبيب إذا كان هنالك أي مشاكل في المفاصل.




أسباب التهاب المفاصل الصدفي

التهاب المفاصل الصدفي أحد أمراض المناعة الذاتية؛ مما يعني أن جهاز المناعة في الجسم يهاجم عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة، ويتسبب ذلك في إصابتها بالالتهاب والألم، ولا يزال الباحثون غير متأكدين من سبب إصابة بعض الأشخاص بالتهاب المفاصل الصدفي دون غيرهم، ويعتقدون أنه ناتج عن وجود مزيج من جينات معينة تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالمرض، كما تجعله أكثر عرضة للعوامل البيئية المحفزة له كالعدوى، أو الإجهاد، أو الصدمة الجسدية، أو عوامل أخرى.[٥]


عوامل خطر التهاب المفاصل الصدفي

الاستعداد الوراثي، والعوامل المناعية والبيئية من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٦]


الاستعداد الوراثي

كما هو الحال في صدفية الجلد قد يكون لدى العديد من المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي استعدادًا وراثيًا لهذا المرض؛ إذ أظهرت دراسة أُجريت على التوائم أن التهاب المفاصل كان شائعًا في التوائم، بالإضافة لذلك إنّ أقارب المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي من الدرجة الأولى يزداد خطر الإصابة به بنسبة 50% لديهم، ومن غير الواضح ما إذا كان هذا الأمر ناتجًا عن الأساس الجيني للصدفية وحدها، أو وجود استعداد وراثي خاص لالتهاب المفاصل أيضًا.[٦]


العوامل المناعية

كما أُسلف الذكر يحدث التهاب المفاصل الصدفي نتيجة تفاعل غير طبيعي بين جهاز المناعة والمفاصل، وقد وجد أن الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي يعانون من فرط نشاط الجهاز المناعي من خلال ارتفاع علامات الالتهاب، وزيادة الأجسام المضادة، والخلايا الليمفاوية التائية.[٦]


عوامِل أُخرى

تشمل العوامل الأُخرى المُحفزة لالتهاب المفاصل الصدفي كلًا من:[٦]

  • الالتهابات البكتيرية.
  • مرض لايم.
  • الالتهابات الفيروسية كالحصبة الألمانية.
  • تكرار تقرحات الفم.
  • السمنة.
  • كسور العظام.


تشخيص التهاب المفاصل الصدفي

عِند بدء التّشخيص يتحقق الطبيب من الأعراض، ويُجري فحصًا بدنيًا للشخص من خلال فحص الجلد بحثًا عن علامات الصدفية إذا لم يتم تشخيص الإصابة بها سابقًا، والجدير بالذكر أنه لا يوجد اختبار محدد لالتهاب المفاصل الصدفي، ومع ذلك قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات الدم للالتهابات كاختبار معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR Test)، كما قد تساعد اختبارات الدم أيضًا على استبعاد الأنواع الأخرى من التهاب المفاصل، وإذا اشتبه الطبيب في الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي فيجب إحالة المصاب إلى أخصائي أمراض الروماتيزم المتخصص في التهاب المفاصل.[٧]


علاج التهاب المفاصل الصدفي

في الحقيقة لا يمكن الشفاء التام من التهاب المفاصل الصدفي، ولكن هُناك طرقاً علاجيّة تهدف للسيطرة على الالتهاب في المفاصل المصابة لمنع آلام المفاصل وعجزها، كما يختلف العلاج باختلاف مستوى الألم والتورم والصلابة،[٨][٩] وتشمل هذه العلاجات:

  • الأدوية: تشمل الأدوية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل الصدفي ما يلي:
  • الأدوية التي تُسكّن الألم وتُخفّف من الالتهاب، مثل الإيبوبروفين.[٨]
  • الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض، والتي يمكنها أن تُبطئ تطور التهاب المفاصل الصدفي، وتحمي المفاصل والأنسجة الأخرى من التلف الدائم، ومنها ميثوتركسيت (Methotrexate)، وليفلونوميد (Leflunomide)، وسلفاسالازين (Sulfasalazine).[٨]
  • مثبطات المناعة للسيطرة على الالتهاب، وتشمل الآزوثيوبرين (Azathioprine)، والسيكلوسبورين (Cyclosporine).[٨]
  • العِلاجات البيولوجية، وهي أدوية تستهدف أجزاء معينة من الجهاز المناعي، وتُعطى للمصاب عن طريق الحُقَن أو الإمداد الوريدي.[٨][٩]
  • حقن الكورتيزون: تساعد هذه الحقن على تخفيف التورم في المفاصل المصابة، ويمكن أن تُحقن في المفصل المصاب.[٩][٨]
  • جراحة استبدال المفاصل: يمكن استبدال المفاصل التي تضررت بشدة من التهاب المفاصل الصدفي بأطراف اصطناعية مصنوعة من المعدن والبلاستيك.[٨]


نصائح للتعايش مع المرض

يعاني العديد من المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي من تصلب المفاصل وضعف العضلات بسبب قلة استخدامها، لذا تُعد التمارين الرياضية المناسبة إجراءً مفيدًا جدًا لتحسين الصحة العامة والحفاظ على مرونة المفاصل، ومن أفضل هذه التمارين المشي، ويمكن أن تساعد أداة المساعدة على المشي أو الحذاء على تجنب الضغط غير المبرر على القدمين أو الكاحلين أو الركبتين المصابة بالتهاب المفاصل، كما يمكن للدراجة بالإضافة إلى تمارين اليوجا والتمدد المساعدة على الاسترخاء، ويجد بعض الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل سهولة في الحركة في الماء، لذا توفر السباحة أو المشي في المسبح نشاطًا بدنيًا دون إجهاد للمفاصل، ويستفيد العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي أيضًا من العلاج الطبيعي والوظيفي لتقوية العضلات، وحماية المفاصل من المزيد من الضرر، وزيادة المرونة.[٩]


المراجع

  1. "Psoriatic Arthritis", hopkinsarthritis, Retrieved 24/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Psoriatic Arthritis", clevelandclinic, 29/11/2019, Retrieved 24/8/2021. Edited.
  3. Julie Marks (22/1/2021), "What Is Psoriatic Arthritis? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  4. "Psoriatic arthritis", nhs, 19/12/2019, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  5. "Psoriatic Arthritis ", arthritis, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Amy Stanway (1/6/2019), "Psoriatic arthritis", dermnetnz, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  7. "Psoriatic arthritis", arthritisaustralia, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Psoriatic arthritis", mayoclinic, 21/9/2019, Retrieved 25/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Psoriatic Arthritis", rheumatology, 1/3/2019, Retrieved 25/8/2021. Edited.