خشونة المفاصل أو ما تُعرف بالتهاب العظام المفصلي هي الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل، ويُعاني منها ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وتحدث عندما يتآكل الغضروف الواقي الذي يدعم أطراف العظام، ويُحافظ عليها بمرور الوقت، وفي حين أن خشونة المفاصل تُؤثر في أي مفصل في الجسم، إلّا أن مفاصل اليدين والركبتين والوركين والعمود الفقري هي الأكثر شيوعًا، فما الأسباب المحتملة لخشونة المفاصل؟ وكيف يُمكن علاجها؟[١]


أسباب خشونة المفاصل

كما أُسلف الذكر؛ تحدث خشونة المفاصل نتيجة تآكل تدريجي للغضروف الواقي الذي يُحافظ ويدعم أطراف العظام، وتشمل العوامل التي تلعب دورًا في حدوثه ما يلي:[١][٢]


تقدم العمر

عادةً ما تبدأ أعراض خشونة المفاصل بالظهور في أواخر الأربعينيات، وقد يكون ذلك ناتجًا عن التغييرات الطبيعية التي تُرافق التقدم في السن بما في ذلك ضعف العضلات، وزيادة الوزن، وانخفاض قُدرة خلايا الغضاريف على التجدد بنفس الفعالية.


الجنس

تشيع خشونة المفاصل لدى النساء أكثر منه لدى الرجال دون وجود سبب واضح لذلك، وعادةً ما تكون أعراضها أكثر حدة.


وزن الجسم

يُعد زيادة الوزن عاملًا أساسيًا لحدوث خشونة المفاصل، خاصةً المفاصل التي تحمل الوزن بما في ذلك الركبة والورك، بالإضافة لذلك تُنتج الأنسجة الدهنية بروتينات يُمكن أن تُسبب التهابًا ضارًا في المفاصل وحولها.


إصابة المفاصل

يُمكن أن تُؤدي إصابة أو إجراء عملية جراحية كبيرة في المفصل لحدوث خشونة المفاصل في المراحل المتقدمة، وفي حين أن النشاط الطبيعي والتمارين الرياضية لا يُسببان خشونة المفاصل، إلّا أن النشاط الشاق والمُتكرر، أو الوظائف التي تتطلب مجهودًا بدنيًا يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة.


العوامل الوراثية

يُمكن أن يُعاني بعض الأشخاص من عيب أو خلل وراثي في أحد الجينات المسؤولة عن تكوين الغضروف، ما يُؤثر سلبًا في بُنيته ويُؤدي لتآكله، ويُعد الأشخاص الذين يولدون بتشوّهات في المفاصل، أو تشوّهات في العمود الفقري بما في ذلك الجَنَف أكثر عُرضة للإصابة بخشونة المفاصل.[٣]


الحالات الصحية الأخرى

الأشخاص المُصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي الذي يُعد ثاني أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا هم أكثر عُرضة للإصابة بخشونة المفاصل، كما أن مرض السكري، وفرط الحديد، وهرمون النمو الزائد من الحالات الصحية التي تزيد فرصة الإصابة بخشونة المفاصل.[٣]


النظام الغذائي

يُمكن أن تزيد بعض الأطعمة، أو تُقلل من ألم خشونة المفاصل والأعراض الأخرى، ومع ذلك من المرجح أن يُؤثر وزن الجسم في خطر الإصابة بخشونة المفاصل أكثر من أي عوامل غذائية محددة أخرى.


طرق علاج خشونة المفاصل

يهدف علاج خشونة المفاصل إلى إدارة الأعراض والسيطرة عليها، ويعتمد نوع العلاج المُستخدم على شدة الأعراض وموقعها، وتشمل خيارات العلاج المُتاحة لخشونة المفاصل ما يلي:[٤][٥]


العلاجات المنزلية

غالبًا ما تكون العلاجات المنزلية، وتناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، وتغييرات نمط الحياة كافية لتسكين الألم والتصلّب والتورّم، وتشمل ما يلي:

  • ممارسة التمارين الرياضية لتحسين القوة، والمرونة، والتوازن.
  • فقدان الوزن الزائد لتخفيف الألم خاصةً في الوركين أو الركبتين.
  • استخدام الدعامات أو حشوات الأحذية المُناسبة.
  • تدليك المفصل المُصاب لزيادة تدفق الدم إليه.
  • تطبيق كمادات دافئة أو باردة على المفصل المُصاب.
  • الوخز بالإبر؛ والذي قد يُساعد على تخفيف الألم.


العلاجات الدوائية

تشمل الأدوية التي تُساعد على توفير الراحة وتخفيف أعراض خشونة المفاصل ما يلي:

  • مسكنات الألم غير الستيرويدية الفموية بما في ذلك الباراسيتمول، والتي تُساعد على تقليل الألم والتورّم.
  • مسكنات الألم الموضعية التي لا تستلزم وصفة طبية، وتأتي على شكل كريمات وجل ولصقات، ويُمكنها تخدير منطقة المفصل المُصاب وتقليل الألم.
  • الستيرويدات القشرية التي تستلزم وصفة طبية، وتأتي على شكل أقراص فموية أو حُقن تُعطى مباشرةً في المفصل المُصاب، ومن أمثلتها الكورتيزون.
  • دواء مُضاد للاكتئاب يُسمى سيمبالتا (الاسم العلمي: دولوكستين)، والذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج آلام العضلات والعظام.


الجراحة

قد يوصي الطبيب بالجراحة إذا كانت أعراض خشونة المفاصل شديدة لدرجة لا يُمكن السيطرة عليها بطرق أخرى، وتشمل خيارات الجراحة المُتاحة ما يأتي:[٦]

  • تثبيت المفصل: تنطوي على دمج عظمتين معًا لمنع الألم، وهي الإجراء الأكثر شيوعًا في الكاحلين، والرسغين، والأصابع، والإبهام.
  • استبدال المفصل المُصاب: إجراء جراحي يقوم على إزالة المفصل المُصاب واستبداله بأجزاء معدنية أو خزفية أو بلاستيكية، ويُمكن إجراؤه على الركبتين، والوركين، والكتفين، والمرفقين، والأصابع، والكاحلين، وأصابع القدم، والعمود الفقري.
  • تصحيح المفصل المُصاب: وفيه يُزيل الجرّاح، أو يُضيف بحسب الحالة جزءًا صغيرًا من العظم إما فوق أو أسفل مفصل الركبة للمساعدة على تصحيح المفصل، وعادةً ما يُجرى على الركبتين، وأحيانًا الوركين.
  • تنظير المفصل: إجراء جراحي يقوم على إدخال منظار يحتوي على كاميرا صغيرة في نهايته لرؤية المفصل مباشرةً، ويُمكن أن يُزيل الجرّاح، أو يُصلح خلاله أي غضروف تالف، ولا يُنصح بهذا الإجراء للأشخاص الذين يعانون من خشونة المفاصل في الركبة ما لم يعان المُصاب من حالة تُسمى قفل الركبة وعدم القُدرة على تحريكها بشكلٍ طبيعي.


وللتعرّف على أنواع التهاب المفاصل عمومًا (انقر هنا).


المراجع

  1. ^ أ ب "Osteoarthritis", mayoclinic, 16/6/2021, Retrieved 2/11/2022. Edited.
  2. "Osteoarthritis (OA)", versusarthritis, Retrieved 2/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب David Zelman (6/6/2022), "The Basics of Osteoarthritis", webmd, Retrieved 2/11/2022. Edited.
  4. Corey Whelan and David Heitz and Valencia Higuera (30/11/2021), "Everything You Need to Know About Osteoarthritis (OA)", healthline, Retrieved 2/11/2022. Edited.
  5. "Osteoarthritis", medlineplus, 23/2/2022, Retrieved 2/11/2022. Edited.
  6. "Osteoarthritis", healthdirect, 1/5/2020, Retrieved 2/11/2022. Edited.