التهاب عصب مفصل الكتف

يحتوي الطّرف العلوي من العمود الفقري على 7 فقرات تمتدّ من أسفل الجمجمة وصولًا إلى الكتفين، وتتفرّع الأعصاب من الحبل الشوكي عبر القنوات العظمية الموجودة بين هذه الفقرات، ومن الممكن أن تتعرّض هذه الأعصاب إلى التهيّج أو الضّغط، مما يسبب الشّعور بالألم والوخز في المنطقة، وتُعرَف هذه الحالة بالتهاب عصب مفصل الكتف.^[١]

ما هو التهاب عصب مفصل الكتف؟

يُشار إلى التهاب عصب مفصل الكتف باسم اعتلال الجذور الرقبيّة (Pinched Nerve أو Brachial Plexus Injury)، وهو حالةٌ يتعرّض فيها العصب الناشئ عن منطقة الرقبة والمتفرّع بعيدًا عن الحبل الشوكي إلى الضّغط، متسببًا بالألم الشّديد المُنتشر في منطقة الكتف والذّراع، كما يسبب ضعفًا في عضلات الكتف والشّعور بالوخز والخدران فيها،^[٢][٣] وقد تتعرّض هذه الأعصاب إلى الضّغط نتيجة التهاب القنوات العظمية المارّة عبرها أو تضيّق هذه القنوات.^[٤]

ما أسباب التهاب عصب مفصل الكتف؟

يُصاب الشخص بالتهاب عصب مفصل الكتف إمّا بسبب إصابته بأحد الأمراض، أو نتيجة تعرّضه لإصابةٍ مباشرة على العصب، ويمكن تفصيل هذه الأسباب كما يلي:

• الإصابة بداء القرص التنكسي: (Disk degeneration)؛ يقع بين كل فقرتين من فقرات العنق قرصًا عظميًا، ومع تقدّم العمر تتعرّض هذه الأقراص الشّبيهة بالجلّ للتآكل أو التنكّس، وبالتالي تقترب العظام من بعضها البعض أكثر مما يسبب الاحتكاك بينها، كما تحتكّ بالأعصاب أيضًا، وفي بعض الحالات قد تتكوّن نتوءات على حواف العظم، فتسبب الضّغط على أعصاب الكتف.^[٥]
• الإصابة بمرض الانزلاق الغضروفي أو القرص المنفتق: (Herniated disk)؛ وفي هذه الحالة ينتفخ القرص ويخرج عن موضعه، ليُضيِّق بذلك مخرج الأعصاب من العمود الفقري، وبالتالي الضّغط على جذر العصب الحساس، مما يسبب الألم والضّعف في المنطقة التي يغذّيها العصب.^[٢]
• الإصابة المفاجئة: قد يحدث ذلك بسبب ممارسة الرّياضة أو التعرض لحادثٍ ما، بالإضافة إلى أنّ حركات السحب أو الالتواء غير الملائمة قد تسبب ضغطًا على أعصاب الرقبة، وبالتالي التهاب عصب الكتف.^[٦]

عوامل خطر التهاب عصب الكتف

قد تزيد العوامل التالية من خطر الإصابة بالتهاب عصب مفصل الكتف:^[٧]

• الجنس؛ تعدّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب عصب الكتف.
• السمنة والوزن الزائد.
• الحمل.
• تكوّن النتوءات العظمية.
• الإصابة بالأمراض التي تُضعِف مناعة الجسم، كالتهاب المفصل الروماتويدي، أو أمراض الغدة الدرقية، أو السّكري.
• الراحة في الفراش والخمول البدني لفتراتٍ طويلة.

أعراض التهاب عصب مفصل الكتف

في معظم الحالات، يبدأ ألم التهاب عصب الكتف من الرقبة وينتقل إلى أسفل الذّراع في المنطقة التي يغذّيها العصب المتضرر أو العصب الملتهب، ويُوصَف هذا الألم عادةً بأنّه ألمٌ حارق أو حادّ على عكس الألم النّاتج عن إجهاد العضلات الذي يعتبر خفيفًا، وقد يشعر المريض أيضًا بمجموعةٍ من الأعراض تؤثر في الجوانب الحركية والحسية لديه، وقد تحدث هذه الأعراض في جهةٍ واحدة من الكتف غالبًا، لكن من الممكن أن تؤثر في الجهتين أيضًا، لتشمل ما يلي:^[٨]

• الشعور بالخدران والوخز، بالإضافة إلى الإحساس بوجود شحنات كهربائية في المنطقة.
• ضعف تنسيق حركة عضلات الكتف أو أكثر، على سبيل المثال ضعف الاستجابة بسحب اليد عند لمس جسم ساخن أو بارد.

تشخيص التهاب عصب مفصل الكتف

يتمثّل تشخيص التهاب عصب مفصل الكتف بما يلي:

• الفحص البدني: يشتمل هذا الفحص على مجموعةٍ من الأسئلة يطرحها الطبيب حول التاريخ المَرَضي للمصاب، ونشاطه البدني، وفي حال تعرّضه لأيّة إصابةٍ سابقًا، كما سيقوم الطبيب بتقييم ردود فعله، بالإضافة إلى تقييم قوّته وقدرته الحركية.^[٤]
• الفحوصات التصويرية: تتضمن هذه الفحوصات؛ التصوير بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو التّصوير بالرنين المغناطيسي، حيث تسمح هذه الفحوصات للطبيب بالتحقق من هيكل العظام في الرقبة والكتف، قد يقوم الطّبيب بحقن صبغةٍ في القناة الشوكية أيضًا؛ لرؤية المنطقة المتضررة بوضوحٍ أكبر.^[٩]
• التخطيط الكهربائي: تستخدم هذه الاختبارات للتحقق من قيام العصب بوظيفته، ومن الأمثلة عليها فحص التوصيل العصبي، وفحص التّخطيط الكهربيّ للعضلات.^[٩]

علاج التهاب عصب مفصل الكتف

تتنوع العلاجات المتوافرة لعلاج حالة التهاب عصب مفصل الكتف، وتشمل الخيارات التالية:^[١٠][١١]

• استخدام كمامات باردة أو دافئة على مكان الألم، فقد يساعد ذلك على تخفيف حدّة الالتهاب والألم المُصاحِب له.
• استخدام الأدوية المسكّنة للألم، مثل إيبوبروفين (Ibuprofen)، أو الإندوميثاسين (Indomethacin).
• استخدام الأدوية أو الحقن التي تحتوي على الكورتيزون.
• العلاج الوظيفي، والذي يعمل على المهارات اليومية، كارتداء الملابس والطّهي.
• العلاج الطبيعي، للمساعدة على تعلّم كيفية استعادة حركة اليدين والذّراعين، وتحسين مدى حركة ومرونة تصلّب العضلات والمفاصل.
• تجبير المفصل المُصاب.
• التدخل الجراحي.

دواعي مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب إذا لم تتحسّن الأعراض بالرّغم من استخدام العلاجات المنزلية، أو في حال كانت الأعراض شديدةً أو تزداد سوءًا مع مرور الوقت.^[١٢]

كيفية الوقاية من التهاب عصب مفصل الكتف

يمكنك اتباع النصائح التالية للتقليل من فرص تعرّضك لالتهاب عصب مفصل الكتف:^[٧]

• الحفاظ على وزنٍ مُتناسبٍ مع الطّول.
• الجلوس بوضعياتٍ سليمة، دون عقد القدمين أو الاستمرار بوضعية جلوسٍ واحدة لفترة طويلة.
• إضافة تمارين القوة والمرونة إلى التمارين الرياضية.
• أخذ فترات راحة عند الانخراط في ممارسة الأنشطة المتكررة.

ما الوقت المُستغرَق لتعافي التهاب عصب مفصل الكتف؟

يتعافى التهاب عصب الكتف عند 88% من الأشخاص خلال 4 أسابيع دون الحاجة إلى التّدخّل الجراحي، في حين أنّ باقي الحالات الأكثر شدّة ستحتاج إلى فتراتٍ أطول وعلاجات متقّدمة أكثر.^[١٣]

هل يمكن أن يزول التهاب عصب مفصل الكتف من تلقاء نفسه؟

نعم. قد تختفي الحالات الخفيفة من التهاب عصب الكتف دون تدخّلٍ علاجي وذلك بعد أنّ تتم إزاحة الضّغط عن العصب المُصاب،^[١٤] وقد يستغرق ذلك عدة أيام أو أسابيع أو ربما شهور.^[١٢]